فضل سورة الإخلاص

مقال 🌟

فضل سورة الإخلاص؟

بَعَثَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وَكانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ، فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذُكِرَ ذلكَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: “سَلُوهُ لأَيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟”، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فأنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: “أَخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ” (صحيح مسلم).

وسمع رجل كبير بالسن حديث نبوي أخبر به أحد الدعاة، وهو: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ لأَصْحَابِهِ: “أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟”، قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟، قالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ (صحيح مسلم)، فأصبح ذلك الرجل كبير السن، يقرأ سورة الإخلاص في اليوم مائة مرة، ويقول: أنا أختم القرآن الكريم في اليوم 33 مرة، وأنت يا عزيزي، أتعجز عن قراءة سورة الإخلاص 3 مرات، فتحصل على ختمة للقرآن الكريم، مع التأكيد على الاختلاف في الكم والنوع بين ختمة القرآن الكريم بسورة الإخلاص وبين الختمة الحقيقية للقرآن الكريم.

وإذا قرأتها عشر مرات، قال ﷺ: “من قرأَ قُلْ هُوَ اللَّهِ أَحَدٌ حتَّى يختِمَها عشرَ مرَّاتٍ بنَى اللَّهُ لَهُ قصر في الجنَّةِ”، فقالَ عمرُ رضي الله عنه: إذًا نستَكثِرَ يا رسولَ اللَّهِ، قالَ ﷺ: “اللَّهُ أَكثرُ وأطيبُ” (السيوطي/ ضعيف).

وقال العلماء: كثرة الأسماء تدل على عظمة المسمى ورفعته، فسميت سورة الإخلاص؛ لأنها تثبت التوحيد لله تعالى.

وتسمى المقشقشة، من تقشقش المريض أي شُفي من المرض وبرئ، فسورة الإخلاص تبرأ صاحبها من الشرك والنفاق، والمقشقشة تطلق أيضًا على سورة الكافرون والناس وبراءة.

ومن أسمائها: سورة النجاة؛ لأنها تنجي صاحبها من الشرك في الدنيا، ومن النار في الآخرة.

ومن أسمائها: سُورَةُ المَعْرِفَةِ: لِأنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِ لا تَتِمُّ إلّا بِمَعْرِفَةِ هَذِهِ السُّورَةِ: رَوى جابِرٌ أنَّ رَجُلًا صَلّى فَقَرَأ: {قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ}، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: “إنَّ هَذا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ”.

ومن أسمائها: سُورَةُ المَحْضَرِ؛ لِأنَّ المَلائِكَةَ تَحْضُرُ لِاسْتِماعِها إذا قُرِئَتْ.

ومن أسمائها: سورة المُنَفِّرَةُ لِأنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ عِنْدَ قِراءَتِها.

ومن أسمائها: سُورَةُ الأمانِ، قالَ النبي ﷺ: “إذا قالَ العَبْدُ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، دَخَلَ حِصْنِي، ومَن دَخَلَ حِصْنِي، أمِنَ مِن عَذابِي”.

 

دمتم بخير

فريق د. مجدي العطار