قال تعالى: {ألم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)} (صورة البقرة)، ومن صور عظمة القرآن الكريم، عظمة سوره الكريمة، فمنها: عظمة سورة الفاتحة: من لم يقرأها في صلاته، فلا صلاة له، وعظمة سورة البقرة: تشمل على أعظم آية في القرآن الكريم، وهي آية الكرسي من قرأها بعد الصلاة دخل الجنة، وعظمة سورة آل عمران: تشتمل على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وهو قوله تعالى: {اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، وعظمة سورة الكهف: أنها نور المؤمن، قال صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ” (البيهقي/ صحيح)، وعظمة سورة الملك: تحفظنا من عذاب القبر، قال صلى الله عليه وسلم: “من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر” (النسائي/ حسن).
أورد الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره لمطلع سورة المائدة: ذكروا أن الفيلسوف الكِنْدي قال له أصحابه: أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن!، فقال: نعم أعمل مثل بعضه، فاحتجب أيامًا كثيرة، ثم خرج إليهم، فقال: والله ما أقدر ولا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف، فخرجت سورة المائدة، فنظرت فإذا هو نطق بالوفاء ونهى عن النكث، وحَلل تحليلاً عاماً، ثم استثنى استثناءً، ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين، لا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلا في أجلاد، أي: مجلدات كثيرة.
أيها الأحبة، هذه عظمة تلاوة القرآن الكريم، فكيف بعظمة اتباع القرآن الكريم، خلا عمر ذات يوم فجعل يحدث نفسه: كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد، وقبلتها واحدة -فلم يهتد إلى جواب مقنع- فأرسل إلى ابن عباس فقال: كيف تختلف هذه الأمة: فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين، إنا أنزل علينا القرآن فقرأناه وعلمنا فيما أنزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرؤون القرآن ولا يدرون فيما أنزل فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا.
فما أجمل أن يكون القرآن الكريم هو منهاج حياتنا، كانت امرأة الفضيل رحمها الله، تقول: لا تقرؤوا عند ابني القرآن، فقد كان إذا قُرئ عنده القرآن غُشِي عليه، وكان ابن الفضيل لا يقدر على قراءة القرآن الكريم، فقال لأبيه: يا أبتِ، ادع الله لعلي أستطيع أن أختم القرآن مرة واحدة. ونحن هل ختمنا القرآن الكريم في الشهر الفضيل؟!.
دمتم بخير
فريق د. مجدي العطار