الشجر ينمو في اتجاهين، إلى الأعلى وإلى الأسفل، والنمو في الاتجاهين متساوٍ.
النمو في الأعلى نحو النور، وهي الثمار، والنمو في الأسفل نحو الظلام، وهي الجذور.
والنمو في الأعلى يعتمد على النمو في الأسفل، أي سبب ظهور الثمار، وجود الجذور.
وهكذا هم الناجحون، لا تتعجب من ثمار نجاحهم فقط، بل تعجب من الجهد الذي بذلوه مع أنفسهم؛ للوصول إلى هذا النجاح.
والأعجب من هذا، قال الصالحون: الذاكرون لله تعالى صنفان، الأول: هو الذي يتلذذ في ذكر الله تعالى، والثاني: الذي يتلذذ في ذكر الله تعالى له، اللهم اجعلنا منهم، ما الدليل؟، قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (البقرة/152).
ولاحظ هنا: {فَاذْكُرُونِي}: هي الجذور، كانت سببًا في ظهور الثمار: {أَذْكُرْكُمْ}.
والأعجب من العجب، قوله تعالى: {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (البينة/8)، قَدّم الله تعالى للصحابة الكرام الثمار على الجذور!؛ وهذا دليل على عِظم منزلة الصحابة الكرام.
وهل هذا خاص بالصحابة الكرام؟، أكمل الآية الكريمة: {ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}، اللهم اجعلنا منهم.
دمتم بخير
فريق د. مجدي العطار