أول مرحلة للمؤمنين في النعيم النفسي في الدنيا قبل الآخرة: طمأنينة في صدورهم، فلا يوجد أسعد قلب، وأشرح صدر، وأريح بال، من الذي يطيع الله تبارك وتعالى، وفرق كبير في الدنيا بين راحة المؤمن في الدنيا، ولذة العاص والكافر في الدنيا، شبهها العلماء، بالدواء ومسكن الألم، الإيمان هو دواء للمرض، يشفي ويذهب المرض، أما الشهوات فهي مسكنات ألم، لا تشفي ويعود المرض، ألا نرى الأغنياء والمشاهير ينتحرون، وهم يملكون الدنيا.
المرحلة الثانية لنعيم المؤمنين: رؤية ملائكة الرحمة عند خروج الروح، بالمقابل ملائكة العذاب عند العاص والكافر.
المرحلة الثالثة لنعيم المؤمن: تخرج روحه كالقطرة تسيل من السقاء، روحها أطيب من المسك، فلا يمرون على ملائكة، إلا قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟، فيقال: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، والعكس صحيح مع الكافر والعاص.
المرحلة الرابعة لنعيم المؤمن: لا تظن الميت صامت، بل يتكلم، ويقول: قدموني، قدموني، متشوق لقبره؛ لأنه روضة من رياض الجنة، والعكس صحيح مع الكافر والعاص.
المرحلة الخامسة لنعيم المؤمن: في القبر يأتيك رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، تسأله من أنت؟، وجهك الذي يجيء بالخير؟، فيقول لك: أنا عملك الصالح، ويفتح له باب على الجنة فيأتيك من خيراتها، والعكس صحيح مع الكافر والعاص.
والمرحلة السادسة لنعيم المؤمن: يفتح له باب آخر، لكن باب على النار!، أيعقل هذا؟، نعم، سيرى فيه مقعدًا فارغًا، يقال له: هذا مقعدك، لو كنت عصيت الله عز وجل، والعكس صحيح مع الكافر والعاص.
وهناك مراحل كثيرة يوم القيامة لنعيم المؤمن: ظل الرحمن، تخفيف الحساب، الكتاب باليمين، السلامة على الصراط، وكل هذا: ولم نتكلم عن نعيم المؤمن في الجنة الذي أعد للمؤمنين والمؤمنات.
