مقال 🌟 أيهما أفضل طول القيام أم الزيادة في عدد الركعات؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال، الأول قول الجمهور: طول القيام أفضل من كثرة العدد، الثاني: المالكية وقول للحنابلة: الأفضل كثرة الركوع والسجود، الثالث: قول للحنابلة: أنهما سواء.
دليل الفريق الأول: كان النبي صلى الله عليه وسلم ليصلِّي حتى ترم قدماه، فيقال له، فيقول: “أفلا أكون عبداً شكوراً” (صحيح البخاري).
دليل الفريق الثاني: قال صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء” (صحيح مسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة” (صحيح مسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: “أعنِّي على نفسك بكثرة السجود” (صحيح مسلم).
دليل الفريق الثالث: لتعارض الأدلة في ذلك.
لكن نقف مع هذه الصلاة العجيبة للنبي صلى الله عليه وسلم: يقول الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلًا إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريباً من قيامه” (صحيح مسلم).