رمضان سوق قام ثم انفض، ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، فكم سجد فيه من ساجد؟، وكم خشع فيه من خاشع؟، وبالمقابل: كم فرّط فيه من مفرِّط؟، وكم عصى فيه من عاص؟.
رمضان علمنا أن الدنيا كالماء، كما قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ} (الكهف/45)، قال الحكماء: شبه الله تعالى الدنيا بالماء؛ لأن الماء لا يستقر في موضع، وكذلك الدنيا، لا تبقى على حال واحدة، والماء يذهب ولا يبقى، وكذلك الدنيا تفنى، والماء لا يدخله أحد إلا ويبتل، وكذلك الدنيا لا يسلم أحد من فتنها، والماء إذا كان بقدر كان نافعًا، وإذا جاوز الحد أصبح ضارًا، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع، وزيادتها تطغى وتضر.
فاللهمَّ اجعلنا بعد رمضان خيرًا مما كنا فيه، واجعل قلوبنا معلقة بك حتى نلقاك.
دمتم بخير
فريق د. مجدي العطار