محروم من ترك السنة

قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (التغابن/12).

ما منا من أحد إلا ويتفاخر بحب النبي ﷺ، فإن كنت كذلك، فلماذا تترك صلاة السنة التي جاء بها حبيبك محمد ﷺ.

قال العلماء: السنة ما جيء بها؛ لتترك، وما شرعها الله تعالى؛ لتهجر، بل من عظمة صلاة السنة أنها هي علامة ليس فقط على أن النبي ﷺ يحبك، بل وأن الله تعالى يحبك: أما قال ﷺ: “وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ” (صحيح البخاري).

المؤمن من أهل الآخرة، وليس من أهل الدنيا، والمحافظة على صلاة السنة، هي المفتاح المضمون لذلك:

1: قال ﷺ: “رَكْعَتَا الفَجْرِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا” (صحيح مسلم).

2: للنجاة من النار: قالت أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها: قال ﷺ: “من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ، وأربعًا بعدَها، حرَّمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لحمَه علَى النَّارِ”، فما ترَكتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ (النسائي/ صحيح).

3: للفوز بالجنة، بل وبيت فيها: قال ﷺ: “من ثابرَ على ثنتي عشرةَ رَكعةً منَ السُّنَّةِ، بنى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ” (الترمذي/ صحيح).

4: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ ﷺ: “خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ”، فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟، قالَ ﷺ: “لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ، وصِيَامُ رَمَضَانَ”، قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قالَ ﷺ: “لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ”، وذَكَرَ له ﷺ الزَّكَاةَ، قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟، قالَ ﷺ: “لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ”، فأدْبَرَ الرَّجُلُ، وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا ولَا أنْقُصُ، قالَ ﷺ: “أفْلَحَ إنْ صَدَقَ” (صحيح البخاري).

قد يقول البعض: قال الأعرابي: “واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا”، نقول نعم، لكن الأعرابي قال أيضًا: “ولَا أنْقُصُ”، فالنافلة تجبر نقص المفروضة، أما قال ﷺ: “إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ الناسُ به يومَ القيامةِ مِن أعمالِهم الصَّلاةُ، يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ: انظُروا في صلاةِ عبدي أتَمَّها أم نقَصَها؟، فإنْ كانتْ تامَّةً كُتِبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتقَصَ منها شيئًا، قال: انظُروا، هل لعبدي مِن تطوُّعٍ؟، فإنْ كان له تطوُّعٌ، قال: أَتِمُّوا لعبدي فريضتَه مِن تطوُّعِه” (الترمذي/ صحيح).

 دمتم بخير

فريق د. مجدي العطار

اترك تعليق

من خلال مشاريعنا المتنوعة، نعمل على تعليم وتدريب الأفراد وتعزيز الروابط الأسرية

معلومات الاتصال

عمان ماركا الشمالية شارع الملك عبدالله الأول مجمع الفردوس

مرحبًا بكم في "فريق د. مجدي العطار"، مؤسسة خيرية تسعى لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع من خلال دعم ورعاية الفئات الأكثر حاجة. نحن هنا لتوفير الفرص والأمل لكل فرد في مجتمعنا، متبعين نهجًا متميزًا في تحقيق التكافل الاجتماعي والمساهمة في حياة أفضل للجميع.