مما تعلمناه من أهل غزة

مقال (2): مما تعلمناه من أهل غزة:
وقوفنا مع غزة العزة بكل جهودنا، من المواقف والدعاء والمقاطعة والمساعدة، هذا من فضل الله تعالى علينا، فقد أرانا الحق حقًا، ورزقنا اتباعه، وأرانا الباطل باطلًا، ورزقنا اجتنابه، والحمد لله الذي حمانا من النفاق وأهله، ونأخذ نموذجًا التابعي الجليل أبو العالية رحمه الله، فكان ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن الكريم من أبي العالية، وقال رحمه الله: لما كان زمان الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وإني لشاب القتال أحب إلي من الطعام الطيب، فتجهزت بجهاز حسن حتى أتيتهم، فإذا صفان ما يرى طرفاهما، إذا كبر هؤلاء، كبر هؤلاء، وإذا هلل هؤلاء هلل هؤلاء، فراجعت نفسي، فقلت: أي الفريقين أنزله كافرًا؟، فما أمسيت حتى رجعت وتركتهم، بالمقابل شارك في الفتوحات، فكان أول من أذن في بلاد ما وراء النهر.

بالمقابل هناك أمر مهم، وهو أهم سبب لنصرة أهلنا في غزة، لكننا نضع أيدينا على أعيينا ولا نريده، وهو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد/7)، فالحمد لله نجحنا بنصرة أهلنا في غزة العزة، لكن هل نجحنا في نصرة أنفسنا، بمعنى هل نجحنا في اتباع تعاليم القرآن الكريم، واتباع أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ونعود إلى التابعي الجليل وقال أبو العالية: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فأتفقد صلاته، فإن وجدته يحسنها، أقمت عليه، وإن أجده يضيعها، رحلت ولم أسمع منه، وقلت: هو لما سواها أضيع.

مقال (1): خطبة العيد:

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

لا شيء في غزة العزة يمنع الحياة، رغم الجوع والإبادة الجماعية وخذلان ذوي القربى، وعيد الفطر الثاني تحت القصف، لكن إرادة الحياة في غزة تنتصر رغم شبح الموت.

فقد صدحت تكبيرات العيد من أفواه الصغار والكبار في جميع مناطق غزة، وأدخلت الأمهات الغزيات البهجة في قلوب الأطفال؛ بإعداد كعك العيد.

فيا أهل غزة، نحن على عهدنا، لن ننساكم في عيدنا هذا، الحديث في مجالسنا عن صبركم وبطولاتكم، والدعاء لكم، وفضح المنافقين، ومقاطعة من يدعم عدوكم وعدونا، وايصال المساعدات لكم، وعهدًا منا، أن الحدود ستفتح غدًا أو بعد، ويومها ستكون دماؤنا وأبناؤنا وأموالنا رخيصة في سبيل الله، وسنلتقي بكم يا أهل غزة، على أعتاب بيت المقدس فاتحين مهللين ملبيين بتكبيرات العيد: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعلى الطاعة أدوم، وعن النار أبعد، تقبل الله طاعتكم

اترك تعليق