هناك ابتلاءات ليست من الخصوم، إنما من الأحباب، كابتلائنا بموت حبيب على قلوبنا.
وأحب شيء إلى قلوبنا هو الله تعالى، ورغم ذلك يبتلينا؛ لأنه يحبنا.
فالمسلم قد يقع منه الظلم، فيأتي البلاء يُطهره.
والمسلم تقع منه الذنوب، فيأتي البلاء يطهره.
وبعد التطهير قد يبتلى المؤمن أيضًا!؛ لزيادة حسناته ورفعة درجاته.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة، قال الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: دخلتُ علَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهوَ يوعَكُ، فوضعتُ يدي عليهِ، فوجدتُ حرَّهُ بينَ يديَّ فوقَ اللِّحافِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أشدَّها عليكَ؟، قالَ صلى الله عليه وسلم: “إنَّا كذلِكَ يضعَّفُ لَنا البلاءُ، ويضعَّفُ لَنا الأجْرُ!”، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ،أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟، قالَ صلى الله عليه وسلم: “الأنبياءُ”، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ثُمَّ مَن؟، قالَ صلى الله عليه وسلم: “ثُمَّ الصَّالِحونَ، إن كانَ أحدُهُم ليُبتَلى بالفَقرِ حتَّى ما يجدُ أحدُهُم إلَّا العَباءةَ يَحويها، وإن كانَ أحدُهُم ليفرَحُ بالبلاءِ، كما يفرَحُ أحدُكُم بالرَّخاءِ” (ابن ماجه/ صحيح)