المساواة قيمة عليا من قيم الأخلاق، وأمر بها الإسلام.
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات/10)، وقال صلى الله عليه وسلم: “لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقوَى، النَّاسُ من آدمَ، وآدمُ من ترابٍ” (البيهقي/ صحيح)، وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.
والمفاهيم الإسلامية مفاهيم ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان.
ومن جمال المساواة في الإسلام، أنها مربوطة بالعدل، فليس من العدل أن تساوي بين مختلفين.
فهناك فرق بين مكلف ومكلف آخر في الطاقة والقدرة على أداء هذا التكليف، ولذلك فإن المساواة في الإسلام تجدها مشروطة بالعدل.
حتى أرسطو، قال: أسوأ شكل للمساواة، هو أن نحاول المساواة بين أشياء غير متساوية.
فهناك اختلاف بين مفهوم المساواة في الإسلام وعند الغرب، فالإسلام يشترط العدل مع المساواة.
فالإسلام يساوي بين الذكر والأنثى، إلا فيما يختلف الذكر عن الأنثى في الطبيعة والوظيفة، كما قال تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ} (آل عمران/36).
أما الغرب، فيصر على التسوية بين الذكر والأنثى في (كل شيء).
وظهر خطأ الغرب جليًّا في مثال بسيط، وهي الألعاب الرياضية، يفصلون الرجال عن السيدات، فنجد ألعاب أولمبية للرجال، مفصولة عن الألعاب الأولمبية للسيدات، ومثلها كرة القدم ورفع الأثقال، وجميع أنواع الرياضات.
والسؤال: لماذا الغرب لم يساو بين الرجال والسيدات في مجال الرياضة؟؛ لأن الرجال سيفوزون في جميع المراكز الأولى، وذلك ناتج عن البنية الجسدية للرجال القوية والمختلفة عن السيدات.
مثال للتوضيح: رجل إيطالي اسمه بيتريلو متحول جنسيًا، بعد عام واحد من تحوله الجنسي، بدأ في تحطيم الأرقام القياسية للسيدات الإيطاليات في رياضة الجري، في حين أن بيتريلو لم يفز مطلقًا ببطولة واحدة تنافس فيها مع قسم الرجال، وذلك قبل أن يتحول.
فيا أيها الأب والأم، نحن مع المعاملة الواحدة بين الابن والابنة، وهذه هي مساواة، لكن تختلف المعاملة بينهما عند اختلاف الطبيعة والوظيفة، وهذا هو العدل.