يا بني

قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان/13)، {يَا بُنَيَّ} خاطب بها لقمان ابنه بها ثلاث مرات، عندما ذكر له الوصايا العشرة، والمعروفة والمشهورة بوصايا لقمان الحكيم.

ونحن أحبابنا، نستخدم نفس استراتيجية لقمان الحكيم، وهي {يَا بُنَيَّ}.

ونستخدم التربية بالحدث، فنحدث أبناءنا عن قصص الحج.

فحدثوهم عن قصة عظمة الكعبة المشرفة، وقولوا لهم: {يَا بُنَيَّ} الكعبة المشرفة يقابلها في السماء السابعة “البيت المعمور”، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه أبداً، حدثوهم، رغم هذه العظمة، إلا أنك {يَا بُنَيَّ} عند الله أعظم من الكعبة، فقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: رأيتُ رسولَ اللهِ ﷺ يَطوفُ بالكعبةِ، وهوَ يقولُ: “ما أطيبَكِ، وأطيبَ ريحَكِ، ما أعظمَكِ، وأعظمَ حرمَتكِ، والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ، لحُرمةُ المؤمنِ أعظمُ حُرمةً عِندَ اللهِ مِنكِ” (ابن ماجه/ حسن).

 حدثوهم عن قصة عظمة ماء زمزم، وقولوا لهم: {يَا بُنَيَّ} ماء زمزم ماء من الجنة، ماء يسقي ملايين الناس، منذ مئات السنين، ولا ينتهي، مع أنه بئر في صحراء، وعمقه ثلاثون مترًا فقط، والأعجب لو توقف سحب الماء منه، يتوقف عن ضخ الماء تلقائيًا، حتى لا يغرق الناس وتغرق مكة المكرمة، حدثوهم أن ماء زمزم معجزة مادية على صحة وعظمة الإسلام.

حدثوهم عن قصة جمرات عقبة الشيطان، وقولوا لهم: {يَا بُنَيَّ} رُجم الشيطان عند الجمرات؛ لأنه يعيقك عن تنفيذ أمر الرحمن، حدثوهم عن وصية النبي ﷺ: “الشَّيطانُ جاثمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ؛ فإذا ذَكَرَ اللَّهَ خنسَ، وإذا غفلَ وَسوَسَ” (أبو داود/ صحيح).

حدثوا أبناءكم أننا نريد إسماعيل جديدًا، إسماعيل البار بأمه وأبيه، إسماعيل القائل: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (الصافات/102)، إسماعيل الذي بنى الدين، عندما بنى الكعبة مع والده، إسماعيل الشاب الذي يتحمل المسؤولية، ويا شبابنا تتهمون بأنكم أطفال بيننا، فأثبتوا للناس أنكم رجال الإسلام، أثبتوا أنكم مثل أبيكم إسماعيل، الذي وصفه القرآن الكريم بقوله: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)} (سورة مريم)، فيا شبابنا، رضي الله عنكم وأرضاكم.

دمتم بخير

فريق د. مجدي العطار

اترك تعليق

من خلال مشاريعنا المتنوعة، نعمل على تعليم وتدريب الأفراد وتعزيز الروابط الأسرية

معلومات الاتصال

عمان ماركا الشمالية شارع الملك عبدالله الأول مجمع الفردوس

مرحبًا بكم في "فريق د. مجدي العطار"، مؤسسة خيرية تسعى لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع من خلال دعم ورعاية الفئات الأكثر حاجة. نحن هنا لتوفير الفرص والأمل لكل فرد في مجتمعنا، متبعين نهجًا متميزًا في تحقيق التكافل الاجتماعي والمساهمة في حياة أفضل للجميع.