شاب يتيم يعمل حمال حتى يعاون أمه وأخواته.
ذات يوم وجد محفظة فيها مال كثير.
ذهب إلى الشيخ؛ ليستفتيه، فقال الشيخ: هذه لُقَطَة، اذهب وأعطها إلى التاجر فلان، وهو سيُعرّف الناس عليها.
بعد سنة، جلس الشيخ والتاجر مع الشاب، وقالا له: لقد عرفنا باللقطة مدة سنة، ولم يتعرف عليها أحد، وهي الآن لك، لكن إذا ظهر صاحبها، رددت له المال.
فكر الشاب ماذا سيفعل بهذا المال، فقال: سأشتري سيارة أوصل الناس بها.
اشترى سيارة وعمل عليها، وكانت الأمور من أحسن إلى أحسن.
حتى ذات يوم، جاءه طلب إلى مدينة أخرى، فأوصله، ثم أوقفه شابين يريدان توصيلة إلى طرف المدينة، تعذر منهم أن الوقت متأخر من الليل، قال الشابين: نعطيك، ما تريد من المال، وعلى مضض وافق الشاب.
بعدما مشوا مسافة، قالوا له: قف عند هذا البيت، ثم أحضروا فتاة، وأجلسوها بالوسط بينهما.
انطلقنا في الطريق، لكن الفتاة كانت تصدر صوت ضعيف غير مفهوم، حتى تأكد الشاب أن فم الفتاة مغلق بقطة من القماش.
فتيقن أن هنالك جريمة، فأوقف السيارة؛ بحجة أنها فيها مشكلة، ثم طلب من الشابين المساعدة في دفع السيارة، فلما نزلا من السيارة؛ لدفعها، انطلق الشاب بالسيارة مسرعًا.
عاد إلى مدينته، وفي الطريق اتصل على شيخه: ماذا أفعل؟!، فأخبره أن ينزل الفتاة عند أمه وأخواته، ويذهب للنوم عند أحد أصدقائه، ومن الغد نعرف قصة هذه الفتاة.
فلما كان من الغد، قال الشاب: أخبرتني والدتي أن هذه الفتاة ابنة الشيخ فلان، وأنها ضحية الإشاعة، فبينما المسكينة مع الفتيات ذاهبة إلى المدرسة الثانوية، أوقفها شاب يسأل عن اتجاه الطريق، فأجابته، وانتهى الأمر.
لكن الفتيات من باب المزاح، أخبرن بقية الفتيات: أن فلانة اليوم صباحًا، التقت بحبيبها.
كبرت الإشاعة وكبرت، حتى وصلت إلى أهلها أنها وقعت بالفاحشة مع ذلك الشاب!.
فأراد أهلها الخلاص منها، ومن هذه السمعة السيئة التي انتشرت بين الناس.
استشار الشاب الشيخ، فأخبره الشيخ بحلول، منها: أن تتزوج الفتاة، فيُستر عليها، وتظهر أيضًا بكارتها؛ تشهد عليها نساء عدول من أهل الحي.
وفعلًا اختار الشاب هذا الحل على نفسه بعد شهور، ووافقت الفتاة عليه، وكانت بكرًا، وكانت نعم الزوجة.
ثم بعد 5 سنوات، اشتاقت الفتاة لأهلها كثيرًا، فذهب الشاب إلى أهلها، ومعه ابنه وكان عمره 3 سنوات.
ولما جلس في مجلس الشيخ والد الفتاة، طلب الأمان، فأعطاه الشيخ الأمان.
فأخبره القصة، وبطهارة ابنته، وشهادة النساء العدول، وأن هذا حفيده.
فرح الشيخ فرحًا كبيرًا، ثم التقى بابنته، وضمها مع زوجها النسيب وأمه وأخواته في عائلته.
دمتم بخير
فريق د. مجدي العطار