
نص علماء القراءات والتجويد على إشباع كسرة الهاء في قوله تعالى: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} (الفرقان/69)، مع أن الهاه في مثيلاتها يكتفى بكسرتها، أي أن الهاء إذا تحركت، ووقع بعدها حرف متحرك، فإنها تمد مداً طبيعياً بمقدار حركتين فقط، إلا إذا وقع بعـدها همزة، فإنهـا تمل أكثر من حركتين، ويكون مد صلة كبرى.
فلماذا مددنا الهاء، أكثر من حركتين في: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}؟.
قال العلماء: مد الهاء هنا لمناسبة السياق، فالسياق الذي وردت فيه، سبقه ذكر مجموعة من المعاصي والفواحش التي لا يفعلها عباد الرحمن: لا يشركون بالله، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يزنون، ثم ذكرت الآيات ما يترتب على هذه الكبائر من عقوبة، وهي العذاب الشديد المضاعف لصاحبها، وخلوده فيه، مهاناً ذليلا خاسئاً.
وعندما نقرأ الآية الكريمة، ونصل إلى قوله تعالى: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}، فكـأننا نلحظ إلقاء صاحب تلك المعاصي في جهنم، وسقوطه فيها، وهويه إلى قعرها.
وعنـدمـا نمـد الهاء في “فِيهِ” أكثر من حركتين، وكـأننـا بهـذا المـد الخاص هنا، نساعد على إنزال المجرم في جهنم، ومسارعة سقوطه فيها.
ومن الجمال: أنه حتى القارئ عندما يمد الهـاء أكثر من حركتين، فإن نَفَسه ينزل إلى أسفل نحو رئتيه، وبذلك يساعد على الإنزال والخفض، ولهذا سميناها دهاء الخفض.. والله أعلم.
دمتم سالمين
فريق د.مجدي العطار
0 responses on "لطائف قرآنية (2): هاء الخفض: ما الحكمة إشباع كسرة الهاء في: {فِيهِ}، من قوله تعالى: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}:"