
ألف العزة وردت في كلمة {عِبَادُ}، كقوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (الفرقان/63)، وقد ذكرت حوالي مائة مرة في القرآن الكريم.
وعنـدما ننظر في صياغة {عِبَادُ}، وتركيب حروفها، فإننا نجدها بالألف في وسطها، فنستخرج من ذلك لطيفة من لطائف القرآن: وهي أن هذه الألف الممدودة في {عِبَادُ}، توحي بالعزة والمنعة والرفعة، وكأنها مرفوعة الرأس، منصوبة القامة باستمرار.
ولهذا أطلقنا على هذه الألف: “ألف العزة”، فالعباد المؤمنون يعيشون حياتهم في الـدنيـا بعـزة ورفعة: يحاربون الظلم، وينفرون من الذل، قاماتهم عزيـزة منتصبة، لا يحنـونـهـا إلا لله تعالى، فناسب مجيء الألف قائمة منتصبة في وسطها.
ثم إذا كانت ألف العباد “ألف العزة”، فإن ياء في العبيد، هي “ياء الذلة”، فإن كلمة {عَبِيد} في القرآن الكريم، وردت وصفاً للكفار والعصاة، كقوله تعالى: {ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} (آل عمران/182).
فالتعبير عن الكفار بكلمة {عَبِيد}، يوحي بالذلة الملازمة للكفار، فالكفار أذلاء جبناء ضعفـاء مـهـانـون، لا يريدون العـزة والـرفـعـة ولا يشعرون بالكرامة والأنفة، تجدهم أحرص الناس على حياة، فجاءت “ياء الذلة” تشير إلى الذلة في حياتهم، حتى أن الياء جاءت في صياغة الكلمة في وسطها {عَبِيد} منبطحة ملقاة بذلة.
دمتم سالمين
فريق د.مجدي العطار
0 responses on "لطائف قرآنية (5): ألف العزة وياء الذلة؟"