لطائف قرآنية (8): ما الفرق بين نُكْرًا و مُنْكَرًا؟

النُّكر: هو ما يجهله الإنسان، فيستغـربـه وينكره، ويكون مخطئاً في ذلك، ويكون الشيء في حقيقته صواباً .

أما المُنْكَر: وردت في القرآن الكريم 16 مرة، ومعناها الأمر الباطل في حقيقته، فيحرمه الشرع، ويدعونا إلى إنكاره ومحاربته، وهو باطل، وإن قبله أناس وفعلوه ورضوا به.

النكر: أمثلة من القرآن الكريم:

1: لما سار موسى مع الخضر عليهما السلام، أقدم الخضر على قتل غلام صغير: {حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا} (الكهف/74)، لكن الخضر كان على صواب في قتله للغلام، ولذا قال لموسى فيما بعد: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} (الكهف/80)، فقتل الغلام، في ظاهره خطأ، يدعو للإنكار، ولكنه في حقيقته صواب، ولهذا وصفه بأنه نكر، وليس منكراً.

2: وقال ذو القرنين: {أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا} (الكهف/87)، فوصف ذو القرنين تعذيب الله للكافر يوم القيامة بالنكر، فهل يستحق الكافر العذاب؟، وهل ظلمه الله تعالى؟، وهل يدعو هذا إلى الإنكار؟، الجواب على كل هذا بالنفي، فالكافر يستحق التعذيب، لكن لماذا وصف بأنه نكرًا؟؛ لأن تعذيب الكافر في نظر الكـافـر خـطأ، يدعو للإنكار، لكنه في حقيقته صواب، ولهذا وصفه بأنه نكر، وليس منكراً.

3: عذب الله الأقوام الكافرين في الدنيا، بسبب تمـردهـم على أحكامه ودينه: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا} (الطلاق/8)، وصف تعذيب الله للقرية الكافرة بأنه نُكر؛ لأنه قد يستنكره بعض الكفار، ويعتبره قسوة وانتقاماً وظلماً، لكن الله تعالى عادل في تعذيبه، وفعله صواب.

المنكر: أمثلة من القرآن الكريم:

1: في الظهار، قال تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} (المجادلة/2)، أي يقولون قولا خاطئاً محرماً.

2: قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} (آل عمران/104).

دمتم بخير

فريق د. مجدي العطار