مع معركة الخندق، لم تستطع قريش دخول المدينة المنورة بسبب الخندق، لكن قفز فيه خمسة من شجعان قريش، ومنهم: عَمرُو بْنُ عَبْدِ وَد، وكان معروفاً في الجزيرة العربية بقوته، وكانت العرب تهابه وتخاف منهُ.
نظر عمرو وهو في قاع الخندق إلى المسلمين، وقال: يا محمد، إني اشتقت إلى النار، فهل أحد من أصحابك اشتاق إلى الجنة!.
فقز إليه بطل الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فسأل عمرو: من أنت؟، فقال علي: أنا علي بن أبي طالب، قال عمرو: أما وجدوا أكبر منك، فقال علي: والله إن في رجال محمد أكبر مني ومنك، لكني كافيك وقاتلك.
وكان عمرو سابقًا، يقول: ما دعاني أحد إلى خلال إلا قبلت واحدة منها.
تذكر عليّ قول عمرو، فقال له: يا عمرو، إني أدعوك إلى ثلاث، قال عمرو: قل، فإني استمع لك.
قال علي: أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً رسول الله، قال عمرو: أخّر هذه عنّي.
فقال علي: الثانية أن ترجع من حيث أتيت، قال عمرو: لا تُحدّث نساء قريش عنّي، أني خفت من صبي.
قال علي: الثالثة، أبارزك وتبارزني، أنت على فرسك، وأنا على قدمي، ضحك عمرو، ثم أقبل على عليّ، وتجاولا، وطال الأمر، وثار الغبار، حتى خشي الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم على عليّ رضي الله عنه.
ثم سمع الناس عليّ يكبر، فسرّ الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم، وإذا بعلي البطل يخرج من الغبار، وبيده رأس عمرو بن ود.