قال صلى الله عليه وسلم: “خذوا جُنَّتَكم”، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ مِن عدُوٍّ حضرَ؟، قالَ صلى الله عليه وسلم: “لا ولَكن خُذوا جُنَّتَكم منَ النَّارِ، وقولوا: سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَه إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكبرُ، فإنَّهنَ يأتينَ يومَ القيامةِ مقدَّماتٌ ومؤخَّراتٍ ومنجياتٌ، وَهنَّ الباقياتُ الصَّالحاتُ” (النسائي/ صحيح).
وجاءَ أَعْرَابي إِلى رسُولِ اللَّه ﷺ، فقالَ: يا رسول الله، علِّمْني كَلامًا أَقُولُهُ، قال صلى الله عليه وسلم: “قلْ: سبحان اللهِ، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ”، فعقد الأعرابيُّ على يدِه، ثم قال: يا رسولَ اللهِ، سبحان اللهِ، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ؛ هذا لله، فما لي؟، فقال له صلى الله عليه وسلم: “يا أعرابيُّ، إذا قلتَ: سبحان اللهِ؛ قال اللهُ: صدقتَ، وإذا قلتَ: الحمدُ لله؛ قال اللهُ: صدَقْتَ، وإذا قلتَ: لا إلهَ إلا اللهُ؛ قال اللهُ: صدَقْت، وإذا قلتَ: اللهُ أكبرُ؛ قال اللهُ: صدقْت، وإذا قلتَ: اللهمَّ اغفِرْ لي؛ قال اللهُ: قد فعلتُ، وإذا قلتَ: اللهمَّ ارْحمني؛ قال اللهُ: قد فعلتُ، وإذا قلتَ: اللهمَّ ارزُقْني؛ قال اللهُ: قد فعلتُ، فعقد الأعرابيُّ على سبعٍ في يدِه، ثم ولَّى (البيهقي/ صحيح).
الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان جالسًا مع أصحابه، فقال لهم: أتعرفوا ما هي الغنيمة الباردة؟، قالوا:
وما الغنيمة الباردة؟، قال: هي الذكر، أجره عظيم، تقولها بأي وقت وبلا جهد أو رأس مال، قالوا: ما وخير الذكر؟، قال: الباقيات الصالحات، فقالوا: وما الدليل عليها؟، قال: قال صلى الله عليه وسلم: “أحبّ الكلام إلى الله: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وفي رواية أخرى، قال صلى الله عليه وسلم: “استكثروا من الباقيات الصالحات.”
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ما يدخل سوق أو يمشي في طريق، إلا ويذكر الله تعالى، وكلما رأى التجار، يقول لهم: لماذا لا تبيعون وتربحون؟، قالوا: وأين البيع؟، قال: بيعوا سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هذه تجارة لا تخسر أبدًا، إنهم الباقيات الصالحات.
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كان من المقربين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أحد من الصحابة يستأذن على رسول الله إلا عبد الله بن مسعود، فما هي هذه الرتبة العظيمة لعبد الله؟!، عليكم بعهد ابن أم معبد، أي أنه شديد الاتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فقرأ رجل في مجلس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سورة الواقعة، فمر على أصناف الناس الثلاث: المقربون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فقال الرجل الذي يقرأ القرآن الكريم: ما أحب أكون من أصحاب اليمين، بل من المقربين، فبكى عبد الله بن مسعود، وقال: لو قيل لي: تمنى، وأنا لا أدري أأصير إلى الجنة أو النار؟، لتمنيت لو كنت ترابًا.
دمتم بخير
فريق د. مجدي العطار