رجلٌ كبير في السن، عاش أغلب عمره بعيدًا عن ربه، كان جارًا للمسجد لكن لا يدخله إلا يوم الجمعة أو عند الجنائز.
وفي ليلة إدراك، جلس العجوز يفكر في حاله، وآخرته، هبت عليه رياح الإيمان، فقال وعينه تدمع: يا رب، لماذا أشعر أن كل أبواب الإيمان مغلقة أمامي؟، ثم نام.
وإذا به يرى رؤيا عظيمة، رأى نفسه في الجنة، ودُهش من جمالها وعظمتها، ثم رأى قصر عظيم من ذهب، فقال: لمن هذا؟، قيل له: إنه لك.
فأقبل على القصر وهو سعيد، فرأى باب ضخم، حاول أن يفتحه، فلم يستطع، فسأل: ما هذا؟، قيل له: افتحه بالمفتاح، قال: وأين المفتاح؟، قيل له: معك، فتش جيوبه، فوجد فيها مفتاح صغير صدئ.
حاول فتح الباب، لكن المفتاح لا يدور، ثم استيقظ من المنام.
أصيب بخيبة أمل، لكن ذلك القصر لا يغيب عن ذهنه، لكن بقي يفكر في ذلك المفتاح الصغير الصدئ.
لكن فهم أن عليه تغيير ذلك المفتاح، وذلك بالحرص على الأعمال الصالحة.
فقال: والله لأستبدل ذلك المفتاح الصغير الصدئ، بأعظم مفتاح يفتح لي الأعمال الصالحة.
فقد كان جارًا للمسجد، فذهب إلى إمام المسجد، وأخبره بالرؤيا، وترجى من الإمام أن يحصل على نسخة من مفتاح المسجد، وقال: يا شيخي، أنا جار للمسجد من سنين، وأنا محروم من خير هذا الجار الغالي، فأريد أن أنهي حياتي، وأنا أستمتع ببركة هذا الجار، عسى الله أن يكرمني بمفتاح ذلك القصر الذهبي.
ومنذ ذلك اليوم، وهذا العجوز أول من يدخل المسجد، وآخر من يخرج منه.
كان إمام المسجد يراه، فيقول له: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، منها: رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ” (صحيح البخاري).
دمتم بخير
فريق د. مجدي العطار