رجل صالح أعمى مستجاب الدعوة، سأله الناس عن سر ذلك؟!.
فقال: رحم الله الحجاج، فتعجب الناس!.
فقال الرجل الأعمى: صلى الحجاج بنا العشاء، فرآني أدعو وأنا غافل.
فدنى مني الحجاج، وقال في أذني: أتعرفني، قلت: ومن لا يعرفك، يا سيدي.
قال الحجاج: سأعود لصلاة الفجر، إن لم يرد الله تعالى عليك بصرك، لأقتلنك.
فبقيت طول الليل أدعو الله تعالى بحرقه، حتى وصلت إلى درجة الغليان في الدعاء.
حتى أني نمت من الإعياء قبل الفجر، فرأيت رؤيا لرجل صالح: خيرني بين أن يرد الله علي بصري أو أكون مستجاب الدعوة، فاخترت أن أكون مستجاب الدعوة.
قال أحدهم: ماذا فعل بك الحجاج عند الفجر؟!.
قال الرجل الصالح الأعمى: لقد دعوة الله تعالى أن ينسى، وقد نسي.
وقال آخر: ألا تدعو الله تعالى، أن يرد عليك بصرك؟!.
قال الرجل الصالح الأعمى: كان الصحابي الجليل عبد الله بن عباس مستجاب الدعوة، وفقد بصره على كِبر، فجاءه يوماً غلام، وقال له: يا مولاي، إنك مستجاب الدعوة، فلماذا لا تدع الله أن يرد عليك بصرَك؟، فقال رضي الله عنهما: إن قضاء الله تعالى أحب إليّ من بصري!.
دمتم بخير
فريق د. مجدي العطار