خرج عطاء بن يسار وأخوه سليمان بن يسار رحمهما الله؛ للحج.
فنزلوا في الأبواء (وهي مكان في الوسط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفيها قبر والدة النبي ﷺ، وحدثت فيها أول غزوة للنبي ﷺ بعد الهجرة).
فانطلق سليمان لإحضار الطعام، وبقي عطاء في الخيمة يصلي.
دخل شخص الخيمة، فاختصر عطاء صلاته، فإذا هي امرأة، فسألها عن حاجتها، فإذا هي تراوده عن نفسه.
فقال عطاء: إليك عني ولا تحرقيني ونفسك بالنار، ثم بكى واشتد بكاؤه، تأثرت المرأة، وأصبحت تبكي معه.
جاء سليمان، فلما دخل نظر إلى عطاه يبكي، والمرأة بين يديه تبكي في ناحية البيت، فبكى لبكاهما، ولا يدري ماذا أبكاهما.
خرجت المرأة، ولبث سليمان لا يسأل أخاه عن قصة المرأة إجلالًا له وهيبةً.
ذهبوا إلى الحج، وبعد ذلك انطلقوا لنشر العلم في مصر.
فبينما عطاء ذات ليلة نائم، استيقظ وهو يبكي، فقال سليمان: ما يبكيك، يا أخي؟، قال عطاء: رؤيا رأيتها الليلة.
قال سليمان: وما هي؟، قال عطاء: لا تخبر بيها أحدًا ما دمت حيًا، فوافق.
قال عطاء: رأيت نبي الله يوسف عليه السلام في النوم، فجئت أنظر إليه، فلما رأيت حسنه وجماله، تذكرت ابتلاؤه بامرأة العزيز، فبكيت، فنظر إليّ نبي الله يوسف، وقال: ما يبكيك رجل؟، فذكرت له، فقال يوسف: فهلا تعجبت من صاحب المرأة بالأبواء؟، فعرفت أنه يقصدني، فاستيقظت باكيًا.