أيها المسلمون، هل رأيتم جنازة يُحمل صاحبها ومعه ماله؟، هل رأيتم ميتًا يُدفن ومعه بيته أو هاتفه؟، لا والله، يُدفن الإنسان بثوبين أبيضين وشيء خفي لا نراه، وهو عمله. وينادى عليه عمله: يا ابن آدم، رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبق لك إلا أنا!.

يا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من سنتنا في كل صلاة أن ندعو: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر. والدعاء ينفع عندما سبقه العمل، فهل تزوّدنا بعمل صالح؟، بصلاة خاشعة؟، بتوبة نصوح؟. رجل عجوز أوصى أن يُدفن ومعه صندوق صغير، ظنّ الناس أنه كنز ثمين، بعد الدفن،

رجلٌ غني، لديه دفتر مذكرات، لا يكتب فيه إلا ما اعتبره شيء جميل فعله في يومه ذاك. أصاب الفضول ابنته الصغيرة، ففتحت المذكرات، وتفاجأت منها!. فقد وجدت مكتوب: دمعة في صلاة، استغفار، دعاء، صدقة، كلمة طيبة، مسامحة مديون، وهكذا. سألت والدها؟. ابتسم الأب، وقال: حبيبتي الغالية، إن أجمل ما في

كان جدي كل مساء يجلس على كرسي في شرفته، ويضع أمامه كرسيًا آخر فارغًا. سألته: جدي، لمن هذا الكرسي؟، ولماذا تضع دائمًا هنا؟. قال جدي: هذا لصاحبي الذي لم يأتِ بعد، لكنه سيأتي في يومٍ لا أتوقعه، وأنا أستعد للقائه. مرت الأيام، وفي صباحٍ باكر، توفي جدي الحنون. هنا فهمت،

رجل صالح معروف بزهده وعبادته. لكن كان عنده فوبيا من الموت، أي خوف شديد من الموت، حتى أصبح لا ينام إلا بين الجماعة، ولا يمشي إلا في ضوء النهار؛ لئلا يفاجئه الموت وهو وحده. وذات ليلة، رأى رؤيا: أن هناك ظل طويل يتبعه أينما ذهب، حاول أن يهرب منه، فتسلق

التقى شاب بحكيم، فقال له: عظني. فقال الحكيم: في الحياة سيأتيك ثلاثة ضيوف، الضيف الأول: المال، وهو يمنحك اللذة، لكن لا تطمئن له. الضيف الثاني: الحب وهو يمنحك الراحة، لكن لا تطمئن له. الضيف الثالث: الموت وهو أصدقهم. قال الشاب: كيف هو أصدقهم؟، قال الحكيم: لأن المال والحب زائلان، أما